قوله:"فاحسب أنه صادق": "حَسِب" من الأفعال المتعدية لمفعولين، يجوز في سِينِهِ الفتح والكسر (١)، وسدَّتْ "أنَّ" المفتوحة مسد المفعولين، أو تسدُّ مسدَّ واحد، والآخر محذوف، و"صادق" خبر "أنَّ".
قوله:"فأقضي": معطوف على "أحسب"، و"له" يتعلق بـ "أقضي" والمعنى: "فأقضي لسبب بلاغته".
[قوله](٢): "فمن قضيت له": "مَن" الشرطية تقدمت قريبا، وجوابها قوله:"فأيما"، و"مسلم" صفة لموصوف محذوف، وإنما ذَكَر "المسلم" ليكون أهول على المحكوم له، لأن وعيد الظالم معلوم عند كل أحد، فذكر الوصف بالإسلام تنبيها على أنه في حقه أشد.
قوله:"فأيما": تقدمت قريبا.
قوله:"هي" مبتدأ، و"قطعة" خبره، وهذا من المبالغة في التشبيه، جعل ما يتناوله المحكوم له بحكمه -صلى اللَّه عليه وسلم- قطعة من النار.
قوله:"فليحملها": "اللام" لام الأمر، وهو أمر تهديد.
و"يذرها": أمر من "وَذَرَ". وتقدم الكلام على "وَذَرَ" في الثاني من "الوصايا"، وهو مما أُمِيتَ ماضيه، استغنوا عنه بـ "ترك"، وكذلك "يدع"(٣).
قال الجوهري: وأصله: "وذِرَهُ"، "يَذَرُهُ". (٤) وفَتَح "الذال" من "يذَر" حملا
(١) يحوز هذا في سين مضارعه، وليس في سين الماضي منه. انظر: الصبان (٢/ ٢٩). (٢) بياض بالأصل، والمثبت من (ب). (٣) انظر: رياض الأفهام (٥/ ٣٦٠). (٤) انظر: الصحاح (٢/ ٨٤٥).