إذا "قدح وظهر منه النار"، فكأن التوراة ضياء من الضلال.
وقيل: مشتقة من "وَرّى" إذا "عرّض"؛ لأنّ أكثر التوراة [تلويح](١).
وفي وزنها ثلاثة أقوال: -
أحدها: مذهب الخليل وسيبويه وسائر البصريين أنّ وزنها "فوعلة"، فتكون:"وَوْرَيَة"، فـ "التاء" بدَل من "الواو"، كما في "تولج" وأصله "وولج"، وأبدلت "الياء" ألِفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
الثاني: للفرّاء "تورية" على وزن "تفعلة"، كـ "توصية"، ثم أبدلت كسرة "العين" فتحة و"الياء" ألفًا، كما قالوا في "الناصية": "ناصاة"، وفي "جارية": "جاراة".
قال الزجّاج: كأنه يجيز في "ناصية": "ناصاة"، ويجوز إمالتها؛ لأن أصل ألفها "ياء"، وهو غير ممنوع (٢).
الثالث: لبعض الكوفيين، أنّ وزنها "تفْعَلة" بفتح "العين"، من:"وَرَّيْتُ بكَ زَنَادِيَّ"(٣).
قال أبو حيان: وهذا مُشكل، مع نصّهم على أنّ الأسماء الأعجمية لا يدخلها اشتقاق عربي، ولا تُوزن. (٤)
قوله:"فنشروها": أي "التوراة"، بمعنى "فتحوها" أو "بسطوا صحفها". ومنه
(١) بالنسخ: "يلوح". والمثبت من "البحر المحيط". (٢) كذا بالنسخ، وعبارة الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" (١/ ٣٧٥): "وكأنَّه يجيز في تَوْصِية: تَوْصَاةَ، وهذا رَديءَ". والعبارة كما في "البحر المحيط" (٣/ ٦): "وقال الزجاج: كأنه يجيز في توصية: توصاه، وهذا غير مسموع". (٣) انظر: البحر المحيط (٣/ ٦). (٤) انظر: البحر المحيط (٣/ ٥، ٦). وراجع: معاني القرآن وإعرابه للزجاج (١/ ٣٧٤)، تفسير ابن عطية (١/ ٣٩٨)، اللباب في علوم الكتاب (٥/ ١٦ وما بعدها).