وقيل بزيادتها في المفعول في قوله تعالى:{يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}[الحج: ١٣]. وقيل: هي "لام" الابتداء. (٣)
وهذا التخريج وإن لم يكن مَقيسًا فهو يدور على صحّة الرواية؛ فإن رُوي:"يلتقط" بفتح "الياء" صحّ، وإلا فلا ضرورة تدعو إليه.
قال الجوهري: يُقال: "نشدته" إذا ["شَهره" و"سَمّع به"] (٤). و"نشدت الضالة" أنشدها نشدة ونشدانًا، أي:"طلبتُها". و"أنشَدْتها" إذا "عرّفتها". (٥)
قوله:"ومَن قُتل له قتيل": "مَن" شرطية. و"قتيل" مفعول لم يُسم فاعله لـ "قُتل"، وهو "فعيل" بمعنى "مفعول"، يُسمّى بما آل إليه حَاله (٦). وهو في الأصْل صفة لمحذُوفٍ، أي:"لولي قتيل". ويحتمل أن يتضمّن "قُتل" معنى "وُجد"، أي:"مَن وُجد له قتيل". ولا يصحّ هذا التقدير في قوله -عليه السلام-: "مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا فَلَهُ سَلَبُهُ"(٧)، ويصحّ التقدير الأوّل، كما سُمّي "العصير" خمرًا (٨).
(١) انظر: شرح التسهيل (٢/ ٢٩)، خزانة الأدب (١/ ١٦). (٢) عجز بيت من الطويل، وهو بلا نسبة. وصدره: "يلومونني في حب ليلي عواذلي". انظر: خزانة الأدب (١/ ١٦)، (١٠/ ٣٦١)، المعجم المفصل (٢/ ٣١٦). (٣) انظر: البحر المحيط (٧/ ٤٩١)، مغني اللبيب (ص ٣٠٨). (٤) هذا سهو من المصنف، تابع فيه صاحب "رياض الأفهام" (٥/ ١٦٠). لكن الصّواب في "الصحاح" (٢/ ٥٤٣): "ويُقال: نَدَّدَ به، أي شهره وسمَّع به. [نشد] نَشَدْتُ الضالَّة. . . ". (٥) انظر: الصحاح (٢/ ٥٤٣، ٧٠٥). (٦) انظر: شرح الزرقاني على الموطأ (٣/ ٣٢)، إرشاد الساري (١٠/ ٥١)، شرح التسهيل (٣/ ٨٨)، شرح المفصل (٣/ ٢٩٣). (٧) متفقٌ عليه: البخاري (٣١٤٢)، ومسلم (٢/ ١٧٥١)، من حديث أبي قتادة. (٨) انظر: إرشاد الساري (١٠/ ٥١).