قوله:"فإذا حَللت فآذنيني": تقدّم الكلام على "إذا" في الحديث الثّاني من أوّل الكتاب. والجوابُ هنا:"فآذنيني".
قوله:"فلما حَللتُ ذَكَرت له أنّ معاوية ابن أبي سفيان وأبا جهم خطباني": "لّما" حرفُ وجود لوجود، واختار الفارسي أن تكُون مع الماضي ظرفًا بمعنى "حين"، وابن مالك بمعنى "إذ". (١)
قال ابن هشام: وهو حَسَنٌ؛ لأنها مختصّة بالماضي، وبالإضَافة إلى الجمْلَة. (٢) وتقدّم الكَلام عليها في الرّابع من "باب المذي".
وجوابُ "لما": "ذَكَرت".
ومفعولُ "ذكرت": "أنّ مُعاوية. . . " إلى آخر كلامها. و"أبا جَهْم" معطوفٌ على "معاوية". و"خطباني" جملة من فعل وفاعل ونون الوقَايَة ومفعول، في محلّ خبر "أنّ".
قوله:"فقال رسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-": معطُوفٌ على "ذَكَرتُ".
و"أمَّا": تقدّمت قريبًا، وتقدّمت في السّادس من "باب الاستطابة". وهي حرفٌ بمعنى الشّرط. وعبّر النحويون عنها بحَرف تفصيل. وعبّر بعضهم بحَرف إخبار. ومعناها عند سيبويه:"مهما يكُن من شيءٍ فزيد ذاهب"(٣).
(١) انظر: مغني اللبيب (ص ٣٦٩)، شرح التسهيل (٤/ ٦٥)، شرح الكافية الشافية (٣/ ١٥٧٧)، الأصول في النحو (٢/ ١٥٧)، شرح التصريح (١/ ٧٠٠)، الجنى الداني (٥٩٤)، حاشية الصبان (٢/ ٣٩١)، همع الهوامع (٢/ ٢٢٢، ٥٤٤). (٢) انظر: مغني اللبيب (ص ٣٦٩). (٣) هذا تقدير منهم لمثال. وانظر: البحر المحيط (١/ ١٩٢)، الجنى الداني (ص ٥٢٢، ٥٢٨)، وشرح المفصل (٥/ ١٢٥)، وشرح ابن عقيل (٤/ ٥٢)، وشرح التصريح (٢/ ٤٢٩).