أحدهما: أنّ المراد: "نواة من نوى التمر"، وهو قول مرجُوح، ولا يتحرّر الوزن به، لاختلاف نَوَى التّمر في المقدَار.
والثاني: أنّه عبارة عن [مقْدَار](١) معلُوم عندهم، وهو "وزن خمسة دراهم".
قال: ثُمَّ في المعنى وَجْهَان: -
أحدهما: أن يكُون المصْدَقُ ذَهبًا وزْنه خمسة درَاهم.
والثاني: أن يكُون المصْدَقُ دراهمَ بوزن نَوَاة من ذَهَب.
قال: وعلى الأوّل يتعلّق قوله "من ذَهَب" بلفظة "وَزْن"، وعلى الثّاني يتعلّق بـ "نواة"(٢).
قلت: أمَّا تعلّقه بـ "وَزْن" فلأنّه مصدر "وَزَن". وأمّا تعلّقه [بـ "نواة"] (٣) فيصحّ أنْ يكون من باب تعلّق الصّفة بالموصُوف، أي:"نواة كائنة من ذَهَب"، ويكون المراد إمّا عدْلها دراهم، أو تكُون هي الموزُون بها.
قوله:"قَالَ": أي: "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-": "فبارك اللَّه لك": [يُقال](٤): "بَارَك اللَّه لك" و"عليك" و"فيك". ولا يُستعْمَل من "بارك" مُضارع أو اسم فاعل ولا مَصدَر، ولا يُستعمَل (٥) في غيره [تعالى](٦). (٧) وتقدّم في الحديث الثّاني من "باب التشهّد". و"الفاء" في قوله: "فبارك" عاطفة.
ويحتمل أن يكون دُعاءً منه -صلى اللَّه عليه وسلم-.
(١) بالنسخ: "مقدر". والمثبت من المصدر. (٢) انظر: إحكام الأحكام (٢/ ١٨٦). (٣) سقط من النسخ. (٤) غير واضحة بالأصل. وفي "ب": "فقال". (٥) أي: لفظ "تبارك"، كما في "البحر المحيط" (٨/ ٧٩). (٦) غير واضحة بالأصل. وفي "ب": "بعلى". والمثبت من "البحر المحيط". (٧) انظر: البحر المحيط (٨/ ٧٩)، الصحاح (٤/ ١٥٧٥).