قوله:"في ذلك": الإشارة إلى "الإتيان" المفهُوم من "يأتي"، كقوله تعالى:{وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[البقرة: ٢٣٧] أي: "العفو أقرَبُ للتقوى"(١).
قوله:"لم يضره": جَوابُ الشّرط.
ويجوز في الفعل المضاعَف المجزوم ثلاثة أوْجُه: الضم، والفتح، والكسر، الضمّ مع الضّمير أحسَن، وهو اختيارُ سيبويه. (٢)
قوله:"أبدًا": ظرفُ زمان، وهو لا يعمّ جميع الزمان، بدليل أنّه لو قال لزوجه:"أنت طالقٌ أبدًا" وقال: "نويتُ يومًا" أو "شَهرًا" كان له عليها الرّجْعة، قاله القاضي أبو بكر في "الأحكام"(٣).
قال: وكذلك قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[الحجر: ٩٩]، ولم يقُل:"أبدًا"؛ لاحتمال لفظة "الأبد" لحظة واحدة. (٤)
(١) انظر: التبيان في إعراب القرآن (١/ ١٩٠)، البحر المحيط (٢/ ٥٤٠)، اللباب لابن عادل (٣/ ٢٧٢)، والهمع للسيوطي (١/ ٣٠). (٢) انظر: حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي (٣/ ٥٩)، حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي (٣/ ٥٤)، إكمال المعلم (٤/ ١٩٨)، إرشاد الساري للقسطلاني (٣/ ٣٠٠)، إحكام الأحكام (٢/ ١٠٢)، الكتاب لسيبويه (٢/ ٢٦٥)، وتذكرة النحاة، لأبي حيان الأندلسي، تحقيق: د. عفيف عبد الرحمن، ط مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى ١٤٠٦ هـ/ ١٩٨٦ م، (ص ٢٨٨)، جامع الدروس العربية (٢/ ١٠٠). (٣) انظر: أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي (٢/ ٥٨٣)، (٣/ ١١٦). (٤) انظر: أحكام القرآن لابن العربي (٣/ ١١٦).