قال تقيّ الدِّين: و"الشّغار" بكسر "الشّين" وبـ "الغين" المعجَمة، اختلفوا في أصله في اللغة، فقيل: هو من "شغر الكلب" إذا "رفع رجْله ليبول"، كان العاقدُ يقول:"لا ترفع رجْل [ابنتي](١) حتى أرفع رجْل ابنتك".
وقيل: مأخُوذٌ من "شغر البلد" إذا "خلا"، كأنّه سُمّي بذلك لشغُوره من الصّدَاق. (٢)
وقال ابنُ الأثير: كان يقول الرّجُل: "شاغرني"، أي "زوّجني أختك أو ابنتك أو من تَلي أمرها، حتى أزوّجك أختي أو ابنتي أو من إليَّ أمرها"، ولا يكون بينهما مهر.
قوله:"والشّغار": هو مُبتدأ، والخبر في قوله:"أن يُزوّج".
قوله:"على أنْ يُزوّجه ابنته": في الكلام محذُوف يعُود عليه الضّمير في قوله "على أنْ يزوّجه"، التقدير:"أنْ يزوّج الرّجُل ابنته" يعني "المزوج"؛ فالألِف واللام لمعهُودٍ مُقدّر، وفاعلُ "يزوّجه" يعود على "الرّجُل" المفهُوم من المقَابَلَة. ولابُدّ من مُضاف محذُوف، تقديره:"أنْ يُزوّج الرّجُل ابنته على شَرْط أنْ يزوّجه الآخَر". وتقدّم
(١) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "بنتي". (٢) انظر: أحكام الأحكام (٢/ ١٧٥). (٣) مُرسَل: ذكره ابن الأثير في النهاية (١/ ١٦٣)، وذكر أنّه مُرسَل من حديث الحسن، وهو في كنز العمال (٢٣٤١٤) بلفظ: "أتاه الشيطان فبال في أذنه"، وعزاه لابن جرير. ورواه البغوي في مسند ابن الجعد (رقم ٧٧٢) بلفظ: "تَوَرَّكَهُ الشَّيْطَانُ، فَبَالَ فِي أُذُنِهِ"، من حديث الأعمش. (٤) انظر: النهاية لابن الأثير (٢/ ٤٨٢ وما بعدها).