ومدَدتها". فمعنى "مطله بحقّه": "مدّه في الأجل" (١).
و"أُتْبع": فعل ماض لما لم يُسمَّ فاعله، و"أحدُكم" المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله. و"على مليء": "المليء" بالهمزة: "الثقة الغنىّ"، وقد "مَلُؤ" فهو "مليء": "بَيِّن الملاء" و"الملاءة". قال ابنُ الأثير: وقد أولع النّاس فيه بترك الهمز وتشديد "الياء" (٢).
قوله: "فإذا أُتْبع أحدُكم": "إِذَا" ظرف لما يَسْتَقْبِل من الزمان (٣). وجوابها: "فليتبع"، وتقدّم الكلام عليها في الحديث الثّاني من الأوّل، وتقدّم الكلام على "أحدكم" فيه أيضًا.
قوله: "فليتبع": "اللام" لام الأمر، و"يَتْبَع" مجزوم بها. قال ابن الأثير: قال الخطّابي: أصحابُ الحديث يروونه: ["اتُّبع"] (٤)(٥).
قال الشيخ تقيّ الدّين: "إِذَا أُتْبِع" مضموم "الهمزة"، ساكن "التاء"، مكسور "الباء"، "فَلْيَتْبَعْ" مفتوح "الياء"، ساكن "التاء"، مفتوح "الباء" الموحدة، مأخوذ من قولهم: "أَتْبَعْتُ فلانًا"، إِذَا "جعلتُه تابعًا". والمراد ههنا:[تبعيته](٦) في طلب الحقّ بالحوالة (٧).
قلت: وعلى هذا يكون الصّواب سكون التاءين في الفعلين وتخفيفهما.
(١) انظر: كشف المشكل من حديث الصحيحين (٣/ ٤٢٧). (٢) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٣٥٢). (٣) انظر: اللمحة (١/ ٤٤٦). (٤) بالنسخ: "فليتبع". والصواب المثبت من المصادر. (٥) انظر: معالم السنن (٣/ ٦٥)، والنهاية لابن الأثير (١/ ١٧٩). (٦) بالنسخ: "تبعية". والمثبت من المصدر. (٧) انظر: إحكام الأحكام (٢/ ١٤٥).