قالوا: وغَلِط الجوهري في صِحاحه فيه غلطتين، فقال: هو بفتح "الرّاء"، وزَعَم أنّ أويسًا القَرَني منسُوب إليه. (٢)
والصّوابُ: إسكانُ "الرّاء"، وأنّ أويسًا منسُوبٌ إلى قبيلة معروفة يُقال لهم:"بنو قَرَن"، وهم بَطنٌ من "مُراد". (٣)
قُلتُ: قَال "القابسي": مَن قاله بالإسكان أراد الجبل المشرف على الموضع، ومن فتح "الراء" أراد الطريق الذي يفترق منه، فإنه موضع فيه طرق مختلفة. (٤)
و"يلملم": لا ينصرف؛ للعَلَمية والتأنيث، وفيه الوزن أيضًا؛ لأنّ فيه زيادة كزيادته.
قوله:"هُن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهْلهن": ولابن مالك - رحمه الله - على هذا الحديث كَلامٌ في "شواهد التوضيح"، قَال: الضميرُ الأوّل والضمير الثّالث والضمير الرّابع عَائدة على "المواقيت"، فلا إشكال فيهن؛ لأنّ كُلّ ضَمير عائدٍ على جمع مَا لا يَعْقِل فالتعبيرُ عنه في الرّفع والاتصال بنحو:"فعلتْ" و"فعلن"، وفي الرّفع والانفصال بنحو:"هي" و"هُن"، وفي النصب والجر بنحو:"عرفتها" و"عرفتهن"، [إلا أنّ "فعلن" و"هن" و"عرفتهن" أولى بالعَدَد القَليل، و"فعلتْ" و"هي"
(١) انظر: شرح النووي (٨/ ٨١)، إحكام الأحكام (٢/ ٤٧). (٢) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم (٨/ ٨١)، إحكام الأحكام (٢/ ٤٧)، الصحاح للجوهري (٦/ ٢١٨١). (٣) انظر: شرح النووي (٨/ ٨١)، إحكام الأحكام (٢/ ٤٧). (٤) انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (٤/ ١٧٠)، مشارق الأنوار (٢/ ١٩٩)، طرح التثريب (٥/ ١٠)، مرعاة المفاتيح (٨/ ٣٤٤)، الإعلام لابن الملقن (٦/ ١٦)، معجم البلدان لياقوت الحموي (٤/ ٣٣٢).