و"الشّيطان" تقَدّم في الحديث الثّاني من "باب المرور".
قوله:"مَجْرَى الدّم": "مَجْرَى""مَفْعَل"، يصلُح للزّمان والمكَان والمصدَر، وقَد قيل ذلك في قَوله تَعَالى:{بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}[هود: ٤١] بفتح "الميم"(١)
فإنْ كَان للزّمَان قُدّر:"يجري من ابن آدم مُدّة جَري الدّم". وإن قَدّرته مَكانًا قُدّر:"يجري من ابن آدم مَكَان مجرى الدّم". وإنْ قَدّرته مَصدَرًا قَدَّرته:"يجري من ابن آدم جَرْي الدّم".
ويصح أنْ يكُون نعتًا لمصْدَر محذُوف، أي:"يجري من ابن آدم مجرى مثل مجرى الدم". وتقَدّم الكَلامُ على "مَفْعَل" ومَا وُضِع له في الحديث الثّالث مِن "التيمّم".
قوله:"وإنّي خَشيتُ أن يَقْذِف في قُلُوبكما شيئًا": "إنّي": "إنّ" واسمها، والخبر في جملة "خَشيتُ". و"أنْ يَقْذِف" في موضع مفعُول "خشيتُ"، وفَاعِلُه: "ضَميرُ
(١) انظر: البحر المحيط (٤/ ٣٠)، (٦/ ١٥٥، ١٥٦)، إرشاد الساري (٩/ ٢١٠)، شرح المفصل (٤/ ٣٧)، (٥/ ٤٦٠)، شرح الأشموني (٢/ ٢٤٠، ٢٤١)، الصحاح (٦/ ٢٣٠١)، تهذيب اللغة (١٣/ ٤٠)، همع الهوامع للسيوطي (٣/ ٣٢٦)، شذا العرف في فن الصرف (ص ٧١)، النحو الوافي (٣/ ٣٢٣). وقد قرأ مُجَاهدٌ، والحسن، وأبو رَجاء، والأعرج، وأبو بكر، وشعبة، وابن عامر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، بضم الميم في "مجراها"، على أنه مصدر "أجرى" الرباعي والمعنى: بسْم الله إجْراؤُها وإرْساؤُها. وقرأ الباقون - ومنهم حفص - بفتحها على أنه مصدر "جرى" الثلاثي، أي: جَرْيُها وثَباتُها. وكلُّهم ضمّ ميم "مُرْسَاهَا". وقرأَ ابن مسعود، وعيسى الثقفي وزيد بن علي، والأعمش "مَجْرَاهَا وَمَرْسَاهَا" بالفتح، ظرفي زمان أو مكان، أو مصدرين. انظر: البحر المحيط (٦/ ١٥٥، ١٥٦)، اللباب لابن عادل (١٠/ ٤٨٩ وما بعدها)، شرح طيبة النشر لابن الجزري (ص ٢٥١)، جامع البيان في القراءات السبع (٣/ ١١٩٧ وما بعدها)، الهادي شرح طيبة النشر (٢/ ٣٠٧)، تاج العروس (٣٨/ ١٥٢).