وتقَدّم الكَلامُ على "سَأل" في الحديث الثّاني عشر من "باب صفة صَلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -". وهي هُنا مُعَلّقة عن العَمَل بهَمْزة الاستفهام. والتقديرُ:"سَألتُ جَابرًا عن نَهْي رسُول الله". وعُلّقت "سألتُ" وإن لم تكُن من أفْعَال القُلوب؛ لأنّها سَبَب العِلْم، فأُجري السَّبب مجرى المسبّب. (١)
قوله:"صَوْم يَوم": أضَاف "الصّيام" إلى "اليوم"، وهو ظَرْفه، أي:"عن الصوم في يوم".
و"عن": تقَدّم الكَلامُ عَليها في الثّالث مِن "باب الصفوف".
و"يَوم" تَقَدّم الكَلامُ عَليها في الثّالث مِن "باب الاستطابة".
و"الجمْعَة": تَقَدّم الكَلامُ عَليها في الحديثِ الثّاني مِن "باب الجمْعَة".
قوله:"قَالَ: نَعَم": تقَدّم الكَلامُ على "نَعَم" في الرّابع من "الجنَابة". وهي هُنَا معْمُولة للقَول.
وتَأتي مُقَرّرة لما سَبَقَهَا نفْيًا وإثباتًا، وتكُون في جَواب الاستخبار للثّبوت. فَإذا قُلت:"هَل قَام زَيد؟ "، فجَوابه في الإثبات:"نَعَم". ولو قَالَ قَائِل:"مَا خَرَج زَيد؟ "، ولم يكُن خَرَج؛ قُلْت في جَوابه:"نَعَم"، أي:"نَعَم، ما خَرَج"؛ فصَدّقت الكَلام في نَفْيه وإثباته. (٢)
(١) راجع: البحر المحيط (٥/ ٢٣٧)، مرقاة المفاتيح (٦/ ٢٦٤٢)، إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث (ص ١٧، ١٩٣)، مغني اللبيب (ص ٦٦٨)، شرح التصريح (١/ ١٥٨)، الموجز في قواعد اللغة العربية (ص ٣٩٦). (٢) انظر: مغني اللبيب (ص ٤٥١ وما بعدها)، موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب (ص ١٠٣)، همع الهوامع (٢/ ٥٩٠، ٦٠٧).