واستُعْمِل "أفْعَل" بالإضَافة إلى مَعْرفَة. وقَد تقَدّم أنّه إذا أُضيف إلى مَعْرفة: فإنّ أُوّل "أفْعَل" بما لا تفضيل فيه وَجَبَت المطَابَقَة، كقَولهم:"النّاقِص والأشَجّ أعْدَلا بني مَروان".
وإنْ كَان على أصْله في إفَادَة المفَاضَلَة: جَازَت المطَابقَة، كقَوله تعَالَى:{أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا}[الأنعام: ١٢٣]، و {هُمْ أَرَاذِلُنَا}[هود: ٢٧]، وتَرْك المطَابَقَة، كقَوْله تعَالَى:{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}[البقرة: ٩٦]. (١) وتَقَدّم الكَلامُ على "أفْعَل التفضيل" في الحديثِ الأوّل مِن "الصّلَاة".
قوله:"النّاقِص والأشَجّ": "النّاقِصُ": مُعَاوية بن يَزيد (٢)، وكَان مِن الوَرَع
(١) انظر: أوضح المسالك (٣/ ٢٦٥ وما بعدها)، اللمحة (١/ ٤٢٦ وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (٢/ ١١٣٦ وما بعدها)، شرح التصريح (٢/ ٩٥ وما بعدها)، شرح التسهيل (٣/ ٥٣ وما بعدها)، شرح المفصل (٢/ ١٥٦ وما بعدها)، (٤/ ١٢٨)، توضيح المقاصد (٢/ ٩٣٧ وما بعدها)، شرح ابن عقيل (٣/ ١٧٨ وما بعدها)، همع الهوامع (٣/ ٩٥ وما بعدها)، جامع الدروس العَربية (١/ ١٩٧، ١٩٩). (٢) سبق أنْ بيّنا أنّ المراد بالنّاقصُ: هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، وأنه لُقّب بذلك لأنّه نقص أرزاق الجند. وأنّ الأشَجّ: بالشّين المعجَمة والجيم، هو عُمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -، وأنه لُقّب بذلك لأنّ بجبينه أثَر شَجّة مِن دَابّة ضَربته. وانظر في هذا: شرح التصريح (٢/ ١٠٢)، شرح المفصل (٢/ ١٥٩)، شرح شذور الذهب للجوجري (١/ ١٠٣)، (٢/ ٧٢٧)، تاريخ دمشق لابن عساكر (ط دار الفكر، ٧٤/ ١٢٢)، السلوك في طبقات العُلماء والملوك للجُندي اليمني (١/ ١٨٠)، فوات الوفيات لابن شاكر (ط صادر، ٤/ ٣٣٣)، الأعلام للزّركلي (٨/ ١٩٠). ولم يقُل أحَد - فيما رأيتُ - بما قاله ابن فرحُون، غير أنّ "عبد الملك العصامي" أشار في "سَمْط النّجوم العَوالي" (ط دار الكُتب العلمية، ٣/ ٢٠٩) إلى أنّ صَالحي بني مروان هُم: "مُعاوية بن يزيد، وعُمر بن عبد العزيز، ويزيد الناقص"، وهو منه وقُوع =