حتى وُلِدَ هؤلاء الثَّلاثةُ، فرَغِبَ النَّاسُ فِيهِنَّ. ورُوِيَ عن سالِم بنِ عبدِ اللهِ، قال: كان لابنِ رَواحَةَ جارِيَةٌ، وكان يُرِيدُ الخَلْوَةَ بها، وكانتِ امْرَأتُه تَرْصُدُه، فخَلَا البَيتُ فَوَقَعَ عليها، فنَذِرَتْ به (١) امْرَأتُه، فقالت: أفَعَلْتَها؟ قال: ما فَعَلْتُ. قالت: فاقْرأْ إذًا. فقال:
قالت: أما إذْ قَرأْتَ فاذْهَبْ. فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأخْبَرَه، قال: فلقد رَأيتُه يَضْحَكُ حتى تَبْدُوَ (٤) نَواجِذُه، ويقولُ:«هِيهِ، كَيفَ قُلْتَ؟». فأُكرِّرُه عليس، فيَضْحَكُ (٥).
٣٠٤١ - مسألة: (إذا حَمَلَتِ الأمَةُ مِن سيدِها، فوضَعَتْ منه ما يَتَبَيَّنُ فيه بعضُ خَلْقِ الإِنْسانِ، صارت له بذلك أُمَّ وَلَدٍ، فإذا ماتَ عَتَقَتْ
(١) نذرت به: علمت به. (٢) في النسختين: «الظالمينا» والتصويب من ديوانه، وكذلك من المغني ١٤/ ٥٨١. (٣) الأبيات في ديوانه ١٦٥. واللسان (ع ر ض). (٤) في الأصل: «بدت». (٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٩/ ٢١٧، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١/ ٢٣٨، والسبكي في: طبقات الشافعية ١/ ٢٦٤، وانظر الاستيعاب ٣/ ٩٠١.