كتاب الشرح الكبير على المقنع - ت التركي

باب حد المحاربين - ٤٥٤٨ - مسألة: فإن أردت نفسه، لم يلزمه الدفع؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الفتنة: «اجلس في بيتك فإن خفت أن يبهرك شعاع السيف، فغط وجهك» - ج: 27 - ص: 42

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٤٥٤٨ - مسألة: فإن أُرِدَتْ نَفْسُه، لم يَلْزَمْه الدَّفْعُ؛ لأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال في الفِتْنَةِ: «اجْلِسْ فِي بَيتكَ فَإنْ خِفْتَ أنْ يَبْهَرَكَ شُعَاعُ السَّيفِ، فَغَطِّ وَجْهَكَ» (١). وفي لفظٍ: «فَكُنْ عَبْدَ اللهِ المَقْتُولَ، وَلَا تَكُنْ عَبْدَ اللهِ القَاتِلَ» (٢). وفي لفظٍ: «كُنْ كَخَيرِ ابْنَيْ آدَمَ» (٣). ولأنَّ عثمانَ، رَضِيَ اللهُ عنه، لم يَدْفَعْ عن نفْسِه، وتَرَكَ القِتَال مع إمْكانِه. فإن قِيلَ: فلِمَ (٤) قُلْتُم في المُضْطَرِّ، إذا وَجَد ما يَدْفَعُ به الضَّرُورَةَ: لَزِمَه الأكْلُ منه. في أحَدِ الوَجْهَين؟ قُلْنا: الأكْلُ تَحْيَى به

---

(١) أخرجه أبو داود، في: باب في النهي عن السعي في الفتنة، من كتاب الفتن والملاحم. سنن أبي داود ٢/ ٤١٧. وابن ماجه، في: باب التثبت في الفتنة، من كتاب الفتن. سنن ابن ماجه ٢/ ١٣٠٨. والإمام أحمد، في: المسند ٥/ ١٦٣. وهو حديث صحيح. انظر الإرواء ٨/ ١٠٠ - ١٠٤.
(٢) أخرجه الإمام أحمد، في: المسند ٥/ ١١٠، ٢٩٢.
(٣) أخرجه أبو داود، في: باب النهي عن السعي في الفتنة، من كتاب الفتن والملاحم. سنن أبي داود ٢/ ٤١٦.
(٤) سقط من: م.