الأصْلُ في كتابِ القاضى [إلى القاضى](١)، والأميرِ إلى الأميرِ، الكتابُ والسُّنَّةُ والإِجْماعُ؛ أمّا الكتابُ فقولُ الله تِعالى:{إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}(٢). وأمَّا السُّنَّةُ، فإنَّ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَتَب إلى كِسْرَى، وقَيْصَرَ، والنَّجاشِى، وإلى مُلوكِ الأطْرافِ (٣)، وكان يَكْتُبُ إلى وُلاتِه، [ويَكْتُبُ لعُمّالِه](٤) وسُعاتِه، وكان في كتابِه إلى قَيْصَرَ: «بِسْمِ اللهِ الرَّحُمَنِ الرَّحِيمِ، مِن مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ، إلَى قَيْصَرَ عَظِيمِ الرُّومِ، أمَّا بَعْدُ، فَأسْلِمْ تَسْلَمْ، وأسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أجْرَكَ مَرَّتَيْن، وإن تَوَلَّيْتَ، فَإنَّ عليكَ إِثْمَ الأَريسِيِّينَ (٥)، و {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى
(١) سقط من: ق، م. (٢) سورة النمل ٢٩ - ٣١. (٣) انظر ما أخرجه مسلم، في: باب كتاب النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى ملوك الكفار. . . .، من كتاب الجهاد والسير. صحيح مسلم ٣/ ١٣٩٧، ١٣٩٨. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ١٣٣. (٤) في ق، م: «وعماله». (٥) أى: إثم الفلاحين والزارعين، أى إثم رعيته.