والواشِمةُ: التي تَغْرِزُ جِلْدَها أو جِلْدَ غيرِها بإبْرَةٍ، ثم تَحْشُوه كُحْلًا. والمُسْتَوْشِمَةُ: التي يُفْعَلُ بها ذلك بإذْنِها.
فصل: ويُسْتَحَبُّ التَّطيُّبُ (١)؛ لأنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كان يُعْجِبُه الطِّيبُ، ويَتَطَيَّبُ كثيرًا. ويُسْتَحَبُّ النَّظَرُ في المِرْآةِ، قال حَنْبَلٌ: رأيتُ أبا عبدِ اللهِ، وكانت له صِينيَّةٌ فيها مِرْآةٌ ومُكْحُلَةٌ ومِشْطٌ، فإذا فَرَغ مِن قراءَةِ حِزْبِه، نَظَرَ في المِرْآةِ واكْتَحَلَ وامْتَشَطَ. ورَوَى أبو أيُّوبَ، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: في: «أرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ؛ الحِنَّاءُ (٢)، والتَّعَطُّرُ، والسِّوَاكُ، والنِّكَاحُ». رواه الإمامُ أحمدُ (٣).
فصل: ويُسْتَحَبُّ خِضَابُ الشَّيبِ بغيرِ السَّوادِ، قال أحمدُ: إنِّي لأرَى الشَّيخَ المَخْضُوبَ فأَفْرَحُ به. وذلك لما رُوى أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ جاءَ بأبيه إلى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ورَأسُه ولِحْيَتُه كالثَّغَامَةِ (٤) بَياضًا، فقال رَسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «غَيِّرُوهُمَا وجَنِّبُوهُ السَّوَادَ»(٥). ويُسْتَحَبُّ بالحِنَّاءِ
= سنن ابن ماجة ١/ ٦٣٩. والدارمي، في: باب الواصلة والمستوصلة، من كتاب الاستئذان. سنن الدارمي ٢/ ٢٧٩، ٢٨٠. والإمام أحمد، في: المسند ١/ ٨٣، ٨٧، ١٠٧، ١٢١، ١٣٣، ١٥٠، ١٥٨، ٤٠٩، ٤١٥، ٤٣٤، ٤٤٣، ٤٤٨، ٤٥٤، ٤٦٢، ٤٦٥، ٢/ ٣٣٩، ٩/ ٣٠٤، ٦/ ٢٥٠. (١) في م: «الطيب». (٢) في م، والمسند: «الحياء». (٣) في: المسند ٥/ ٤٢١. (٤) الثغامة: شجرة بيضاء الثمر والزهر، تنبت بالجبال غالبا. (٥) أخرجه مسلم، في: باب استحباب خضاب الشيء بصفرة أو حمرة وتحريمه السواد، من كتاب اللباس. صحيح مسلم ٣/ ١٦٦٣. وأبو داود، في: كتاب في الخضاب، من كتاب الترجل. سنن أبي داود ٢/ ٤٠٣. والنسائي، في: باب النهي عن الخضاب بالسواد، من كتاب الزينة. المجتبي ٨/ ١١٩. والإمام أحمد، في: المسند ٣/ ١٦٠، ٣١٦، ٣٢٢، ٣٣٨.