فصل: والمَشْرُوعُ أن يُسَلِّمَ تَسْلِيمَتَيْن عن يَمِينِه ويَسارِه. رُوِيَ ذلك عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وعليٍّ، وعَمّارٍ، وابنِ مسعودٍ، رَضِيَ اللهُ عنهم. وهو مذهبُ الثَّوْرِيِّ، والشافعيِّ، وإسحاقَ، وابنِ المُنْذِرِ، وأصحابِ الرَّأْيِ. وقال [ابنُ عُمَرَ](١)، وأنَسٌ، وسَلَمَةُ بنُ الأكْوَعِ (٢)، وعائشةُ، والحسنُ، وابنُ سِيرِينَ، وعُمَرُ بن عبدِ العزيزِ، ومالكٌ، والأوْزاعِيُّ: يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً واحِدَةً. وقال عَمّارُ بنُ أبِي عَمّارٍ (٣): كان مَسْجِدُ الأنْصارِ يُسَلِّمُون فيه تَسْلِيمَتَيْن، وكان مَسْجِدُ المُهاجِرِين يُسلِّمون فيه تَسْلِيمَةً واحِدَةً. ولِما رَوَتْ عائشةُ، قالت: كان رسولُ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- يُسَلِّمُ تَسْلِيمَةً واحِدَةً تِلْقاءَ وَجْهِه. وعن سَلَمةَ بنِ الأكْوَعِ، قال: رَأيْتُ رسولَ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم- صَلَّى فسَلَّمَ مَرةً (٤) واحِدَةً. رَواهما ابنُ ماجه (٥). ولأنَّ التسْلِيمَةَ
(١) في م: «عمر». (٢) أبو مسلم سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي, صحابي جليل؛ شهد بيعة الرِّضوان، توفى سنة أربع وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة. طبقات ابن سعد ٤/ ٢/ ٣٨ - ٤١، تهذيب التهذيب ٤/ ١٥٠ - ١٥٢. (٣) أبو عمرو عمار بن أبي عمار، مولي بنى هاشم، تابعي ثِقَة، توفى في ولاية خالد بن عبد الله القسري على العراق (١٠٥ - ١٢٠ هـ). تهذيب التهذيب ٧/ ٤٠٤. (٤) في م: «تسليمة». (٥) في: باب من يسلم تسليمة واحدة، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٢٩٧. كما أخرج التِّرْمِذِيّ حديث عائشة، رضي الله عنها، في: باب منه (ما جاء في التسليم في الصلاة)، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى ٢/ ٨٩.