فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:«سِيمَاهُمُ التَّسْبِيدُ»(١). يعْني حَلْقَ رُءُوسِهِم. واحْتَجَّ الأوَّلُونَ بفِعْلِ عليٍّ، رَضِيَ اللهُ عنه، فرُوِيَ عنه، أنَّه كان يَخْطُبُ يومًا، فقال رجلٌ ببابِ المسجدِ: لا حُكْمَ إلَّا للهِ. فقال عليٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ (٢) أُرِيدَ بها باطِلٌ. ثم قال: لكم علينا ثلاثٌ؛ لا نَمْنَعُكُمْ مَساجِدَ اللهِ أن تَذْكُروا فيها اسمَ اللهِ، ولا نَمْنَعُكُم الْفَىْءَ ما دامَتْ أيدِيكم معنا، ولا نَبْدؤُكُمْ بقِتالٍ (٣). وروَى أبو تِحْيَى (٤)، قال: صَلَّى عليٌّ، رَضِيَ اللهُ
(١) أخرجه البخاري، في: باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ}. . . .، من كتاب التوحيد. صحيح البخاري ٩/ ١٩٨. وأبو داود، في: باب في قتل الخوارج، من كتاب السنة. سنن أبي داود ٢/ ٥٤٣، ٥٤٤. (٢) في الأصل: «حكم». (٣) أخرجه الطبري، في حوادث سنة سبع وثلاثين من الهجرة، معلقا. تاريخ الطبري ٥/ ٧٣. والبيهقي موصولا، في: باب القوم يظهرون رأي الخوارج. . . .، من كتاب قتال أهل البغي. السنن الكبرى ٨/ ١٨٤. والأثر ضعيف. انظر الإرواء ٨/ ١٧٧. (٤) في م، والمغني: «يحيى»، وفي الأصل، ر ٣ غير منقوطة. والمثبت من سنن البيهقي. وأبو تحيى -بفتع المثناة الفوقية وكسرها- حُكيم بن سعد روى عن علي وغيره. انظر الإكمال لابن ماكولا ١/ ٥٠٢.