رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَرَج إلى الصُّبْحِ، فَوجدَ حَبِيبَةَ بنتَ سَهْلٍ عندَ بابِه في الغَلَسِ، فقال رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: «ما شَأْنُكِ؟». قالت: لا أنا ولا ثابِتٌ. لزَوجِها (١)، فلمَّا جاءَ ثابتٌ، قال له رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: «هذِه حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْل، [قدْ ذكَرَتْ](٢) ما شاءَ اللَّهُ أن تَذْكُرَ». وقالت حبيبةُ: يارسولَ اللَّهِ، كلُّ ما أعْطانِى عندِى. فقال رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لثابتِ ابنِ قَيْسٍ:«خُذْ مِنها». فأخذَ منها، وجلَسَتْ في أهْلِها. وهذا حديثٌ صحيحٌ، ثابتُ الإِسْنادِ، روَاه الأئِمَّةُ مالكٌ وأحمدُ وغيرُهُما (٣)، وفى رِوايةٍ للبُخَارِىِّ (٤)، قال: جاءتِ امرأةُ ثابتِ بنِ قيسٍ إلى النَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: يا رسولَ اللَّهِ، ما أنْقِمُ على ثابتٍ في دينٍ ولا خُلُقٍ، إلَّا أنِّى أخافُ الكُفْرَ. فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: «أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟». قالت:
(١) سقط من: م. (٢) في م: «فذكرت». (٣) أخرجه الإمام مالك، في: باب ما جاء في الخلع، من كتاب الطلاق. الموطأ ٢/ ٥٦٤. والإمام أحمد، في: المسند ٦/ ٤٣٣، ٤٣٤. كما أخرجه أبو داود، في: باب في الخلع، من كتاب الطلاق. سنن أبى داود ١/ ٥١٦. والنسائى، في: باب ما جاء في الخلع، من كتاب الطلاق. المجتبى ٦/ ١٣٨، ١٣٩. والدارمى، في: باب في الخلع، من كتاب الطلاق. سنن الدارمى ٢/ ١٦٣. (٤) في: باب الخلع وكيف الطلاق فيه، من كتاب الطلاق. صحيح البخارى ٧/ ٦٠، ٦١.