٧٧. ومما يدل على أهميته أن حسن التوحيد وقبح الشرك معلومان بالعقل.
- قال فخر الدين الرازي (ت: ٦٠٦ هـ)﵀: "التوحيد والشرك ضدان، وكلما كان أحد الضدين أشرف وأكمل كان الضد الثاني أخس وأرذل، ولما كان التوحيد أشرف الأسماء كان الشرك أخس الأشياء، والآتي بأحد الضدين يكون تاركا للضد الثاني، فالآتي بالتوحيد الذي هو أفضل الأشياء يكون تاركا للشرك الذي هو أخس الأشياء وأرذلها، فلهذا المعنى وصف المصدقين بكونهم متقين"(١).
- قال فخر الدين الرازي (ت: ٦٠٦ هـ)﵀: "إن شرف الشيء قد يظهر بواسطة خساسة ضده، فكلما كان ضده شئيًا أخس، كان هو أشرف، ولا شك أن ضد علم الأصول هو الكفر والبدعة، وهما من أخس الأشياء، فوجب أن يكون علم الأصول من أشرف العلوم"(٢).
- قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ)﵀: "ذنوب المشركين في نوعين: أمر بما لم يأمر الله به كالشرك، ونهي عما لم ينه الله عنه كتحريم الطيبات. فالأول شرع من الدين لما لم يأذن الله به، والثاني تحريم لما لم يحرمه الله"(٣).
- قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ)﵀: "واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد
(١) تفسير مفاتيح الغيب للرازي (سورة الزمر: الآية: ٣٣). (٢) عجائب القرآن للرازي صـ ١٦. (٣) جامع المسائل ٨/ ٤٥.