للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التاسع: هو الإيمان والتزام الشرائع، ونقضه كفره بعد الإيمان.

وهذه الأقوال التسعة منها ما يدل على العموم في كل ناقض للعهد، ومنها ما يدل على أن المخاطب قوم مخصوصون، وهذا الاختلاف مبني على الاختلاف الذي وقع في سبب النزول، والعموم هو الظاهر.

فكل من نقض عهد الله من مسلم وكافر ومنافق أو مشرك أو كتابي تناوله هذا الذم، ومن متعلقة بقوله ينقضون، وهي لابتداء الغاية، ويدل على أن النقض حصل عقيب توثق العهد من غير فصل بينهما، وفي ذلك دليل على عدم اكتراثهم بالعهد، فإثر ما استوثق الله منهم نقضوه" (١).

الاسم الواحد والأربعون: ومن أسماء التوحيد "أمر الله".

قال تعالى: ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (٤٨)[التَّوْبَة: ٤٨].

- قال مقاتل بن سليمان (ت: ١٥٠ هـ) : " ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ﴾ يعنى الكفر في غزوة تبوك، ﴿وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ﴾ ظهرا لبطن كيف يصنعون، ﴿حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ﴾، يعنى الإسلام، ﴿وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ﴾ يعنى دين الإسلام، ﴿وَهُمْ كَارِهُونَ (٤٨)﴾ للإسلام" (٢).


(١) تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي (سورة البقرة الآية: ٢٧).
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان (سورة التوبة: الآية: ٤٨).

<<  <   >  >>