للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشفعاء: ربنا لم نذر فيها خيرا. ولن يخلد في النار أحد ممن مات على التوحيد ولو عمل أي عمل، ولكن كل من كان منهم أعظم إيمانا وأخف ذنبا كان أخف عذابا في النار وأقل مكثا فيها وأسرع خروجا منها، وكل من كان أعظم ذنبا وأضعف إيمانا كانبضد ذلك، والأحاديث في هذا الباب لا تحصى كثرة وإلى ذلك أشار النبي بقوله: «من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه» (١)؛ وهذا مقام ضلت فيه الأفهام وزلت فيه الأقدام واختلفوا فيه اختلافا كثيرا: ﴿فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢١٣)[البَقَرَةِ: ٢١٣] " (٢).

٧٨. من ثمراته أن الأعمال والأقوال متوقفة في قبولها وكمالها على التوحيد.

فجميع الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها، وفي ترتيب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمّت.

وفي السُّنة النبوية دلالةٌ على عدم نفع الأعمال لمن لم يوفِّ حقَّ التوحيد وأشرَكَ بالله تعالى؛


(١) (صحيح) رواه البيهقي في شعب الإيمان (١/ ٥٦)، وأبو نعيم (٥/ ٤٦)، وقد صححه الشيخ الألباني في الصحيحة (١٩٣٢).
(٢) أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة صـ ١١٥ - ١١٧.

<<  <   >  >>