للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم" (١)

[١٢. ومما يدل على أهميته أن التوحيد هو الغاية من خلق الإنس والجن]

إن توحيد الله تعالى هو أعظمُ عملٍ، وأشرف مهمة، وهو السبب الذي خلَق الله سبحانه من أجلِه الإنسَ والجن؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (٥٦)[الذَّارِيَات: ٥٦].

وفي تفسير الآية الكريمة:

- قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-: "قيل: إن هذا خاصٌّ فيمن سبَق في علم الله تعالى أنه يعبُدُه، فجاء بلفظ العموم ومعناه الخصوص، والمعنى: وما خلقتُ أهلَ السعادة من الجن والإنس إلا ليوحِّدون" (٢).

- قال ابن القيم (ت: ٧٥١ هـ) : "التوحيد هو الغاية المطلوبة من جميع المقامات، والأعمال والأحوال فغايتها كلها التوحيد، وإنما كلام العلماء والمحققين من أهل السلوك كله لقصد تصحيحه، وهذا بين من أول المقامات إلى آخرها فإنها تشير إلى تصحيحه وتجريده" (٣).


(١) تفسير تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي، (تفسير سورة الذاريات الآية: ٥٦).
(٢) تفسير القرطبي (الذاريات ٥٦).
(٣) مدارج السالكين ٣/ ٤٧٧.

<<  <   >  >>