وقال بعضهم:"الشكر أن لا يستعان بشيء من النعم على معصيته".
وذكر أبو حازم الزاهد شكر الجوارح كلها:"أن تكف عن المعاصي، وتستعمل في الطاعات"، ثم قال:"وأما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه: فمثله كمثل رجل له كساء فأخذ بطرفه، فلم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من البرد، والحر، والثلج، والمطر".
الدرجة الثانية من الشكر: الشكر المستحب، وهو أن يعمل العبد بعد أداء الفرائض، واجتناب المحارم: بنوافل الطاعات، وهذه درجة السابقين المقربين" (١).
- وقال برهان الدين البقاعي (ت: ٨٨٥ هـ)﵀: "فكل عطاء الله فضل، فإنه لا واجب عليه، فكان لذلك واجبا على كل أحد إخلاص التوحيد له شكرا على فضله لما تظافر عليه دليلا العقل والنقل من أن شكر المنعم واجب" (٢).
٦٢. ومما يدل على أهميته أن التوحيد يعزز مكارم الأخلاق.
عن أبي هريرة (ت: ٥٨ هـ)﵁ عن رسول الله ﷺ قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمُتْ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليُكرِمْ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».
(١) جامع العلوم والحكم (ص ٢٤٥، ٢٤٦). (٢) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ١٥/ ٨٦.