"ومن المعلوم قطعًا أنه لا يستطيع فرد من أفراد العباد أن يُحصيما أنعم الله به عليه في خلق عضو من أعضائه، أو حاسّة من حواسّه، فكيف بما عدا ذلك من النعم في جميع ما خلقه في بدنه، وكيف بما عدا ذلك من النعم الواصلة إليه في كل وقت على تنوّعها واختلاف أجناسها؟ "(١).
ولا يسع العاقل بعد ذلك إلا أن يعبد الله الذي أسدى لعباده هذه النعم ولا يشرك به شيئًا؛ لأنه المستحق للعبادة وحده سبحانه.
قال الشيخ صالح آل الشيخ:"الواجب على العبد أن يعلم أنَّ كل النعم من الله -جل وعلا- وأنَّ كمال التوحيد لايكون إلا بإضافة كل نعمة إلى الله -جل وعلا- وأنَّ إضافة النعم إلى غير الله نقص في كمال التوحيد"(٢).
٢٣. من ثمراته أن التوحيد تقرير بأن النفع والضر بيد الله.
(١) انظر: تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية في علم التفسير للشوكاني، ٣/ ١٥٤، ٣/ ١١٠، وأضواء البيان، ٣/ ٢٥٣. (٢) التمهيد لشرح كتاب التوحيد/ ٤٤٦.