المسلم المؤمن بربه يتحرر من عبودية كل شيء سوى الله تعالى، فهو لا يرى لأحد عليه نعمة ولا فضل إلا للذي خلقه، فيرتبط قلبه بربه بعرى وثيقة، فلا يسجد ولا يخضع إلا للذي خلقه، ويتوكل على الله تعالى في كل شؤونه، فلا يطلب الرزق إلا من الله تعالى، ولا يخشى أحداً إلا الله تعالى.
[٧٣. من ثمراته أن التوحيد أول ما يسأل عنه العبد في قبره]
قال تعالى: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)﴾ [الصَّافَّات: ٢٤].
- قال ئالحسين بن مسعود البغوي (ت: ٥١٦ هـ)﵀: "قال المفسرون: لما سيقوا إلى النار حبسوا عند الصراط لأن السؤال عند الصراط، فقيل: وقفوهم ﴿إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (٢٤)﴾.
- قال ابن عباس (ت: ٦٨ هـ)﵄: "عن لا إله إلا الله" (١).
- قال ابن أبي زمنين (ت: ٣٩٩ هـ)﵀: " ﴿وَقِفُوهُمْ﴾ أي: احبسوهم، وهذا قبل أن يدخلوا النار ﴿إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ عن لا إله إلا الله" (٢).
- عن البراء بن عازب (ت: ٧٢ هـ)﵁ مرفوعاً: «المسلمُ إذا سُئِلَ في
(١) تفسير معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي. (سورة الصافات الآية: ٢٤)، تفسير القرطبي (سورة الصافات الآية: ٢٤). (٢) تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين ٤/ ٥٨.