[تمهيد]
مما يبين أهمية التوحيد وثمراته معرفة أسماء التوحيد في النصوص الشرعية، فتلك المعرفة تكسب العبد المؤمن مزيد علم ومعرفة بأن تلك النصوص قد أريد بها التوحيد، وهذا جانب قد لا يعرفه كثير من الناس ويترتب على ذلك قلة معرفتهم بنصوص التوحيد وما دلت عليه، والواجب والمتعين أن تكون هناك عناية بمعرفة بأسماء التوحيد في النصوص الشرعية واستعمالاتها وما أرشدت إليه من أمور شريفة.
وقد تعددت مسميات التوحيد في النصوص الشرعية وتنوعت معانيها بما يظهر محاسنها ويدل على مكانة التوحيد وفضله.
وهذه المسميات يمكن التعرف عليها من خلال تتبع نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية، والآثار المروية عن سلف الأمة، ومظنة وجودها تكون من خلال مطالعة كتب تفسير القرآن والكتب التي اعتنت بعلومه، وكذا كتب السنة وشروحها، وأيضًا بالرجوع لكتب الاعتقاد.
وممن وقفت على من قام بجمع قدر منها الفجر الرازي (ت: ٦٠٦ هـ) ﵀، في كتابه "عجائب القرآن" (١)، حيث عقد الفصل الثالث من هذا الكتاب لعد أسماء التوحيد وبلغ مجموع ما ذكره أربعة وعشرين اسمًا على النحو الآتي:
١. كلمة التوحيد … ٢. كلمة الإخلاص … ٣. الصراط … ٤. العروة الوثقى
٥. كلمة العدل … ٦. الطيب من القول … ٧. الدين … ٨. القول الثابت
٩. كلمة التقوى … ١٠. الكلمة الباقية … ١١. السديد … ١٢. المثل الأعلى
١٣. كلمة السواء … ١٤. كلمة النجاة … ١٥. العهد … ١٦. كلمة الاستقامة
١٧. مقاليد السموات والأرض … ١٨. كلمة الله العليا … ١٩. البر … ٢٠. الكلمة الطيبة
٢١. كلمة الإحسان … ٢٢. كلمة الحق … ٢٣. دعوة الحق … ٢٤. كلمة الصدق (٢)
وأحببت أن أدلي بدلوي بتتبع هذه الأسماء وجمع كلام العلماء فيها لتقريبها لطالب العلم وتسهيل وصولهم إليها.
وقد نوه العلماء على أن كثرة الأسماء مع حسنها تدل على تدل على كمال المسمى وعظمه وعلوه وشرفه وفضيلته وسمو درجته في أمر من الأمور.
كما تدل كذلك على كثرة الصفات والمحامد والوظائف التي يقوم بها
(١) انظر: عجائب القرآن صـ ٤٦ - ٧٢.
(٢) انظر: عجائب القرآن صـ ٤٦ - ٧٢.