صحة التوكل، فإن العبد متى التفت إلى غير الله أخذ ذلك الالتفات شعبة من شعب قلبه فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشعبة" (١).
- قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ)﵀: "أَرْجَحُ الْمَكَاسِبِ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَالثِّقَةُ بِكِفَايَتِهِ وَحُسْنُ الظَّنِّ بِهِ" (٢).
٤٩. من ثمراته أن التوحيد شرط في الأمن والاهتداء التام.
قال رسول الله ﷺ فيما يرويه عن ربه:«وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً»(٣).
- قال ابن تيمية (ت: ٧٢٨ هـ)﵀: "فمن سلم من أجناس الظلم الثلاثة؛ كان له الأمن التام والاهتداء التام.
ومن لم يسلم من ظلمه نفسه؛ كان له الأمن والاهتداء مطلقا بمعنى أنه لا بد أن يدخل الجنة كما وعد بذلك في الآية الأخرى وقد هداه إلى الصراط المستقيم الذي تكون عاقبته فيه إلى الجنة ويحصل له من نقص الأمن والاهتداء بحسب ما نقص من إيمانه بظلمه نفسه.
وليس مراد النبي ﷺ بقوله:«إنما هو الشرك» أن من لم يشرك
(١) بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ٥/ ٢٧٣. (٢) مجموع الفتاوى ١٠/ ٦٦٠. (٣) رواه مسلم (٢٦٨٧).