- قال محمد بن جرير الطبري (ت: ٣١٠ هـ)﵀: "إن قال قائل: أى أنواع الذكر أفضل؛ فإن ذلك أنواع كثيرة، منها التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير؟ قيل: أعلى ذلك وأشرفه الكلمة التى لا يصح لأحد عمل إلا بها، ولا إيمان إلا بالإقرار بها، وذلك التهليل، وهو لا إله إلا الله"(١).
- قال علي بن خلف بن عبد الملك ابن بطال (ت ٤٤٩ هـ)﵀: "تمام الإيمان وتمام العلم إنما هو المعرفة بالله ورسله، ومعرفةالدلالة على ذلك"(٢).
- قال فخر الدين الرازي (ت: ٦٠٦ هـ)﵀: "شرف العلم بشرف المعلوم، فمهما كان المعلوم أشرف كان العلم الحاصل به أشرف، ولما كان أشرف المعلومات ذات الباري تعالى وصفاته، وجب أن يكون معرفته وتوحيده أشرف العلوم.
ثم إن العلم إما أن يكون دينيًا، أو يكون غير ديني. ولا شك أن العلم الديني أشرف من غير الديني. وأما العلم الديني فأما أن يكون علم الأصول أو ما عداه. أما ما عداه على الأصول فإن صحته متوقفة على صحة علم الأصول، لأن المفسر إنما يبحث عن معاني كلام الله تعالى، وذلك فرع على معرفة الصانع المختار المتكلم. وأما المتحدث فإنما يبحث عن كلام رسول الله ﷺ، وذلك فرع على إثبات نبوته. والفقيه يبحث عن أحكام الله تعالى، وذلك فرع على ثبوت التوحيد والنبوة. فثبت أن هذه العلوم مفسرة إلى علم الأصول.
(١) شرح صحيح البخاري لابن بطال ١٠/ ١٣٩. (٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال ٣/ ٤٤ - ٤٥.