للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شافياً قاطعاً للأعذار ذكر بعد ذلك. أنه لم يبق للكافر علة في إقامته على الكفر إلا أن يقسر على الإيمان ويجبر عليه؛ وذلك لا يجوز في دار الدنيا التي هي مقام الابتلاء والاختبار، وينافيه الإكراه والإجبار. ومما يؤكد ذلك قوله: ﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ يقال بَانَ الشيء واستبان وتبيَّن وبيّن أيضا إذا وضح وظهر ومنه المثل: قد تبين الصبح لذي عينين. والرشد إصابة الخير، والغي نقيضه. أي: تميز الحق من الباطل، والإيمان من الكفر، والهدى من الضلال، بكثرة الحجج والبينات ووفور الدلائل والآيات" (١).

قال تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [ال عِمْرَان: ١٩].

- قال أبو العالية (ت: ٩٣ هـ) في قوله: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ قال: الإسلام: الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وسائر الفرائض لهذا تبع" (٢).

- عن محمد بن جعفر بن الزبير (ت: ١١٣ هـ) : ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾: "أي ما أنت عليه يا محمد من التوحيد للربّ والتصديق للرسل" (٣).

- قال قتادة بن دعامة السدوسي (ت: ١١٨ هـ) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ


(١) تفسير غرائب القرآن ورغائب القرقان للنيسابوري. (سورة البقرة: الآية: ٢٥٦).
(٢) تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري. (سورة آل عمران: الآية: ١٩).
(٣) تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري. (سورة آل عمران: الآية: ١٩).

<<  <   >  >>