أسمائه الحسنى متدبراً معانيها ومشتقاتها، ليعامل الله بمقتضاها ولا يأنس إلا بها؛ صفت موارده لخلوص مقاصده، فصار سليماً، وفي حصن حصين من غزو أعدائه شياطين الإنس والجن الفكري ومن همزاتهم. فيثمر له صفاء علمه ومتعلقاته؛ حسن السلوك الذي يسيِّر الأعضاء والأحاسيس حسب مرضاة الله" (١).
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "العبد عليه حقان:
حقٌ لله ﷿، وحقٌ لعباده.
ثم الحق الذي عليه لا بد أن يُخِلَّ ببعضه أحيانا؛ إما بترك مأمور به، أو فعل منهيّ عنه، فقال النبي ﷺ:«اتق الله حيثما كنت» وهذه كلمة جامعة، وفي قوله:«حيثما كنت» تحقيق لحاجته إلى التقوى في السر والعلانية، ثم قال:«واتبع السيئة الحسنة تمحها» فإن الطبيب متى تناول المريض شيئًا مضرًا أمره بما يصلحه.
والذنب للعبد كأنه أمر حتم؛ فالكيّس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات" (٢).
- قال ابن تيمية ﵀: "التقوى: هي الاحتماء عما يضره بفعل ما ينفعه، فإن الاحتماء عن الضار يستلزم استعمال النافع، وأما استعمال النافع فقد يكون معه أيضاً استعمالاً لضار، فلا يكون صاحبه من المتقين" (٣).
(١) صفوة الآثار والمفاهيم ١/ ٢١٧. (٢) مجموع الفتاوى ١٠/ ٦٥٥. (٣) مجموع الفتاوى ١٠/ ١٤٤.