الأوَّل: شهادةُ مُحَمَّدٍ ﷺ وأُمَّتِه؛ تحقيقًا لشهادة الرُّسُلِ على قومها.
في البخاري عن أبي سعيد -في كتاب الاعتصام-: قال رسول الله ﷺ: "يُجَاءُ بنُوح يوم القيامة فيقال: هل بَلَّغْتَ؟ فيقول: نعم يا رب، فتُسأل أُمَّتُه: هل بلَّغكم؟ فيقولون (١): ﴿مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ﴾، فيُقال: مَن شُهُودُك؟ فيقول: محمَّد وأمته، فقال رسول الله ﷺ: فيُجاء بكم فتشهدون، ثم قرأ رسول الله ﷺ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ [البقرة: ١٤٣] "(٢).
الثاني: شهادة الأرض، قال الله سبحانه: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ [الزلزلة: ٤].
صحَّ وثبت عن النبي ﷺ أنه (٣) قال: "أتدرون ما تُحَدِّثُ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارَها أن تشهد على كل عبد وأَمَةٍ بما عَمِلَ على ظهرها"(٤).
(١) في طرة بـ (س): كذا، وفي خـ: فيقول، وصحَّحها. (٢) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الاعتصام، باب ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾، رقم: (٧٣٤٩ - طوق). (٣) سقط من (س) و (د). (٤) أخرجه الترمذي في جامعه عن أبي هريرة ﵁: أبواب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ﷺ، بابٌ منه، رقم: (٢٤٢٩ - بشار)، قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن غريب صحيح".