ويُعْقِبُ (١) الحجَّ الهجرةُ إلى مُحَمَّدٍ ﷺ، والوقوفُ ببابه الكريم، ومناجاتُه على قُرْبٍ، والتَّشَرُّفُ (٢) بروضته المقدسَّة.
قال علماؤنا:"هم أحياء؛ يعلمون الدَّاخِلَ والخَارجَ (٣) ".
وقد ثبت عن عائشة ﵂، أنها كانت تَحْسِرُ خمارها أيَّان كان النبي ﷺ(٤) وحده، فلمَّا صار فيه من صار كانت تَتَسَتَّرُ دائمًا (٥).
ومن طَيِّبِ ما سمعت (٦) من الكلام قَوْلُ خَطِيبِ "الخَلِيلِ" - رحمة الله عليه (٧) - في مسجده بإزاء (٨) قبره في خُطْبَتِه (٩): "اللهم صَلِّ على مُحَمَّدٍ وعلى آل مُحَمَّدٍ، كما صلَّيت على خَلِيلِك إبراهيم (١٠) هذا"، ويُشِيرُ إلى قبره
(١) في (د): تعقب. (٢) في (س): التشريف. (٣) في (ص): هم أيضًا يعلمون الداخل عليهم والخارج. (٤) في (د): ﵇. (٥) حديث "كنت أدخل بيتي الذي دُفن فيه رسول الله ﷺ وأبي فأضع ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلمَّا دُفن عمر معهم فوالله ما دخلته إلَّا وأنا مشدودة عليَّ ثيابي، حياءً من عمر"، أخرجه الإمام أحمد في المسند: (٤٢/ ٤٤١)، رقم: (٢٥٦٦٠ - شعيب). (٦) في (د) و (ص): سمعته. (٧) في (ص): ﵇، وأشار إليه في (د). (٨) في (د): إزاء. (٩) في (د): خطبة. (١٠) لم يرد في (س).