وقد بيَّنَّا في غَيْرِ مَوْضِع أن الحق هو: الشيء الثابت الكائن (١)، وليس بالحقيقة إلا لله وحده، فإنه ثابت ثُبُوتًا لم يتقدَّمه عَدَمٌ، ولا يتعقَّبه فناءٌ، وهو كما قال فيه النبيُّ ﷺ:"اللَّهم -وذكر الحديث- أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيئون حق"(٢).
واختلف في تسميتها بأنها حاقَّةٌ: فقال الطبري: "إنَّما سُمِّيَتْ حاقَّةً لأن الأمور تَحِقُّ فيها"(٣).
كأنه جعلها من باب: ليل قائم (٤)، ونهار صائم.
وقيل: سُمِّيَتْ حاقَّةً لأنها كانت من غير شكٍّ.
ويحتمل أن يكون معناه: أنه يحق لها أن يكون فيها ما فيها؛ لأنها المقصود بالخَلْقِ، والعاقبة لهم، وحكمة الله سبحانه فيهم، وهي:
(١) ينظر: الأمد الأقصى -بتحقيقنا-: (١/ ٢٩٥). (٢) أخرجه الإمام مالك في الموطأ عن ابن عباس ﵄: ما جاء في الدعاء، (١/ ٢٦٥)، رقم: (٥٧٦ - المجلس العلمي الأعلى). (٣) جامع البيان: (٢٣/ ٢٠٥ - التركي). (٤) في (د) و (ز): "ليل قائم"، ولم يذكرَا النهار، وفي (س): نائم.