أن يحرث ويطلب الرزق في خبايا الأرض، أو يغرس ويُحْيِيَ الأرض المَوات، ليجعل ذلك سببًا للكفاف، ووسيلة إلى العفاف (١)، ومن المشهور أن النبي ﷺ قال:"لا تتخذوا الضَّيْعَةَ فترغبوا في الدنيا"(٢)، وفي الصحيح:"أن النبي ﷺ دخل دَارَ رجل من الأنصار فرأى في الدار آلة الحرث، فقال: ما دَخَلَتْ قطُّ دارَ قوم إلا أدخلته الذل"(٣).
أنا أبو محمد [عبد الله بن] عبد الرزَّاق بن فُضَيل بدمشق: أنا أبو بكر المالكي: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي: أنا أحمد بن إبراهيم: حدَّثني محمد بن علي: نا ابن بنت مَنِيعٍ (٤): نا مصعب بن الزبير (٥): حدَّثني هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي عن هشام بن عُروة عن أبيه عن عائشة: أن النبي ﷺ قال: "اطلبُوا الرزق في خبايا الأرض"(٦).
(١) في (ص): للعفاف. (٢) أخرجه الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود ﵁: أبواب الزهد عن رسول الله ﷺ، رقم: (٢٣٢٨ - بشار)، قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن". (٣) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي ﵁: كتاب الحرث والمزارعة، باب ما يحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع أو مجاوزة الحد الذي أُمر به، رقم: (٢٣٢١ - طوق). (٤) هو الإمام أبو القاسم البغوي تـ ٣١٧ هـ. (٥) في (ص): مصعب الزبيري. (٦) أخرجه أبو القاسم البغوي في حديث مصعب الزبيري: (ص ٢٩)، ولفظه فيه: "التمسوا"، وأخرجه البيهقي في شعب الأيمان من حديث مصعب بلفظ: "اطلبوا": (٢/ ٤٣٩)، رقم: (١١٧٨).