قأل القاضي أبو بكر (١)﵁: وللأكل آدَابٌ كثيرة جمعناها وأَرْبَيْنَا على العلماء فيها، ورتَّبنا أعدادها على الأحوال أبوابًا وفصولًا (٢)، جِماعُها خمسة فصول:
الفصل الأوَّل:
قد بيَّنَّا أن الآدَمِيَّ مخلوقٌ، على جِبِلَّةِ الأكل، مُوَظَّفٌ (٣) عليه فيه وظائف؛ من حين أوَّله إلى حين تناوله، أَمَرَهُ الله بعِبَادَاتِه (٤)، وأَذِنَ له في التمتع بطَيِّبَاتِه، فقال: ﴿يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾
(١) في (ص): قال الإمام الفقيه الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي، وفي (ز): قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي. (٢) قال الإمام ابنُ العربي في العارضة (٧/ ٤٢١): (كنا تذاكرنا في مجلس المَلِكِ آداب الأكل، فقلت: هي نَحْوٌ من مائة وخمسين، فقال بعض الحاسدين من المترسمين بالفتوى: ما جمعها اللوح المحفوظ قطُّ، فأطلق الحسدُ لسانَه حتى أوقعه في الكفر، وسألني المَلِكُ جَمْعَها ففعلتُ، فخُزِيَ المسكين، وباء به إلى حزبه اللعين). (٣) في المنشور من المسالك (٧/ ٣٧٣): موضب، وفي نسخة القرويين (٧٠) / أ: موضف. (٤) في (ز): بعبادته.