[وهو ما يطلبون](٣) من المغفرة (٤)؛ فإنه لا يكون طالبًا لها (٥) إلَّا إذا هيَّأ أهليتها، وطهَّر محلَّها، وأخرج ثمنها، وإلا فكيف يصحُّ له طلبها؟
وقد أنشدناكم مِرَارًا قول بعضهم:
أستغفر الله مِن أستغفر الله … من لفظة صدرت خالفتُ معناها
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد … سددتُ بالذنب عند الله مجراها (٦)
فإن قيل: فهل يصح من المُصِرِّ على الذنب المُسْتَمِرِّ العزيمة (٧) على فِعْلِه أن يطلب المغفرة؟
قلنا له: نعم، بل يلزمه ذلك ويتعرَّض له، ويسأله فيه، وبذلك يزول عنه معظم الإصرار؛ فإن العاصي إذا كان مُنْهَتِكًا (٨) بعصيانه مُنْهَمِكًا في
(١) في (ب): السَّابع والتسعون، وفي (ص): الثامن والتسعون، وفي (ك): السَّادس والمائة. (٢) سقط من (ص) و (ك)، وفي (ب): المستغفر: وهو الاسم. (٣) في الأصل غير واضح، وما أثبته اجتهدت في قراءته، والله أعلم. (٤) قوله: "وهو ما يطلبون من المغفرة" سقط من (ص) و (ب) و (ك). (٥) في (ص) و (ب) و (ك): المغفرة، وضرب عليها فى (د)، والمثبت من طرته. (٦) سبق تخريجه. (٧) في (د): على العزيمة. (٨) في (ك): متهتكًا.