فإنَّ كلَّ (٢) عَمَل خَلُصَ من الآفات فهو حَسَنٌ، ولا يكون حَسَنًا حتى يكون خَالِصًا لم يَشُبْهُ ما يُكْرَهُ.
قال الله تعالى: ﴿نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾ [النحل: ٦٦].
يعني: ليس فيه شَوْبٌ ممَّا جاوره، وهو حَسَنُ اللَّوْنِ، حَسَنُ الرَّائِحَةِ، حَسَنُ الطَّعْم (٣)، فكلُّ خالص حَسَنٌ، وكلُّ حَسَنٍ خالصٌ (٤)، عُمُومًا في الوجوه كُلِّها أو خُصُوصًا (٥).
قال الله تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ [الزمر: ٣]، كما قال تعالى: ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: ١١٢]، وهو قَوْلُ النبي ﷺ للذي سأله:"قل: آمنت بالله، ثم استقم"(٦)، فإن الاستقامة هو استفعالٌ من قام، وهو العَمَلُ بحدود
(١) سقط من (س) و (د) و (ص) و (ز) و (ف). (٢) في (ص): كان. (٣) في (س): المطعم. (٤) بعده في (س) و (ف): كله. (٥) ينظر: قانون التأويل: (ص ٣٨٠ - ٣٨٣). (٦) تقدَّم تخريجه.