وحقيقة "ف ز ع": ضَعْفُ النفس عن حَمْلِ المعاني الطارئة عليها خلاف العادة، فإن استمر كان جُبْنًا (١)، وعند ذلك تتشوَّف (٢) النفس إلى ما يقَوِّيهَا، فلجرَّاء ذلك قالوا: فَزِعْتُ من كذا، أي: ضَعُفْتُ عن حَمْلِه عند طَرَيَانِه عليَّ، وفَزِعْتُ إلى كذا، أي: تَشَوَّفَتْ (٣) نفسي عند ذلك إلى ما يُقَوِّيهَا على إزالة ما نزل بها.
والآخِرَةُ كلها خلافُ العادة، فهي فَزَعٌ كلها، وبعضُها أكبرُ من بعض، قال الله تعالى: ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾ [الأنبياء: ١٠٢]، وقال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [الزمر: ٦٨]، وفيه سبعة أقوال (٤):
(١) في التدكرة للقرطبي (٢/ ٥٥٦): جَنْبًا، وهو تصحيف. (٢) في التذكرة للقرطبي (٢/ ٥٥٦): تتشوَّق، وهو تصحيف. (٣) في التذكرة للقرطبي (٢/ ٥٥٧): تشوَّقت، وهو تصحيف. (٤) في (ص): وجوه.