لَمْ تَرَوْهَا﴾ [التوبة: ٤٠] من الملائكة والحيوانات، والصِّدِّبقُ ذلك اليوم لم يحزن لنفسه، إنَّما حزن لأجل خوفه على النبي ﷺ(١).
[حُزْنُ رسول الله ﷺ على ولده إبراهيم]:
وقد يحزن العبدُ رِقَّةَ قلب ورحمة، وله في ذلك خير قدوة وأفضل أسوة؛ قال أنس:"دخلنا مع النبي على ابنه إبراهيم وهو يَجُودُ بنفسه، فجعلتْ عَيْنَا رسول الله تذرفان بالدمع، فقال عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟ قال: يا ابن عوف، إنها رحمة، ثم أَتْبَعَها بأخرى، فقال: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلَّا ما يُرضي ربنا، وإنَّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون"(٢).
[بكاءُ رسول الله على سعد بن عبادة]:
وقال ﷺ(٣) حين دخل على سعد بن عبادة فوجده في غاشية، فبكى النبي وبكى القوم، فقال النبي:"ألا تسمعون؟ إن الله لا يُعَذِّبُ بدمع العين، ولا بحُزْنِ القلب، ولكن يعذب بهذا؛ وأشار إلى لسانه، أو يرحم"(٤).
(١) ينظر: لطائف الإشارات: (٢/ ٢٧ - ٢٨). (٢) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الجنائز، باب قول النبي-ﷺ: "إنا بك لمحزونون"، رقم: (١٣٠٣ - طوق). (٣) في (ك): صلى الله عليه. (٤) أخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عمر ﵄: كتاب الجنائز، باب البكاء عند المريض، رقم: (١٣٠٤ - طوق).