والثاني: المثابرة على المعاصي، والخير عادة، والشر لجاجة.
وأشدُّ حديث في الخوف قَوْلُ النبي ﷺ:"إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلَّا ذراع أو باع فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار"(٢).
وقد قاتل رجلٌ مع النبي وأبلى بلاءً عظيمًا، فقال النبي ﷺ:"هو في النار، فكان آخرُ أمره بعد اجتهاده أن أثخنته الجراحاث؛ فوضع ذُبَابَ (٣) السَّيْفِ بين ثَدْيَيْهِ، وتحامل عليه فمات، فأُخبر النبيُّ ﷺ فقال: أَشهد أَنِّي رسول الله"(٤).
ولذلك كانت الصحابة تتمنَّى أن تكون دَاجِنًا يُذبح، أو شجرة تُعْضَدُ (٥)؛ لأنه غائب (٦) عن الخلق دِيوَانُهم، فالمرءُ لا يدري في أي ديوان ثَبَتَ اسمه؛ أفي ديوان السعادة أم في ديوان الشقاوة؟
(١) في (د) - أيضًا -: الوَلُوع. (٢) أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن مسعود ﵁: كتاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، وكتابة رزقه وأجله وعمله، رقم: (٢٦٤٣ - عبد الباقي). (٣) ذُباب السَّيْفِ: حَدُّه. (٤) أخرجه البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد ﵁: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، رقم: (٤٢٠٢ - طوق). (٥) ذكر ذلك الإمام أحمد في الزهد عن أم المؤمنين عائشة ﵄: (ص ٢٠٦). (٦) في (ك) و (ص) و (ب): غاب.