وللحديث طُرُقٌ، وقد سُقْنَاهُ في "أنوار الفجر"، في "فَصْلِ المعجزات".
وأمَّا الثانية: ففي ليلة الإسراء؛ جاءه ثلاثة نَفَرٍ فلم يُكَلِّمُوه حتى احتملوه، فوضعوه عند زمزم، فتولَّاه منهم جبريل؛ فشقَّ من السَّحْرِ (١) إلى مَرَاقِّ البطن، قال:"فاستخرج قلبي، قال: حتى فرغ من صدره وجوفه، فغسله بماء زمزم حتى أنقى جوفه، ثم أتى بطَسْتٍ من ذهب فيه تَوْرٌ (٢) من ذهب، مَحْشُوٌّ إيمانًا وحِكْمَةً، فحشا به صدره ولَغَادِيرَه - يعني: عُرُوق حَلْقِه -، ثم أطبقه"(٣).
وهذا هو الشرح المعقول بالحكمة والنور.
[[من شروط الأمر بالمعروف]]
وإذا كملت هذه العارضة عُدْنَا إلى المقصود، فقلنا:
المُتَعَلِّقُ بهذا ممَّا نحن لم فيه: إذا لم يكن مُتَكَبِّرًا وكان متواضعًا كان لقوله في قلوب الخلق موقع (٤) ومَحَلٌّ، ولمَحَلِّه جَلَالَةٌ وبِرٌّ.
ويُروى أن كعب الأحبار قال لأبي مسلم الخَوْلاني: "كيف منزلتك من قومك؟ قال: حسنة، قال كعب: إن التوراة لتقول غير ذلك، قال: وما
(١) في (ك) و (ص) و (ب): النحر، ومرَّضها في (د)، والمثبت من طرته. (٢) في (ك): ثور. (٣) أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك ﵁: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله إلى السماوات وفرض الصلوات، رقم: (١٦٤ - عبد الباقي). (٤) في (ك) و (ص) و (ب): موضع، وضعَّفها في (د)، والمثبت من طرته.