المنزلة الأولى: أن تطمئن بالتوحيد حتى لا يلحقها رَيْبٌ.
الثانية: أن تطمئن بالذِّكْرِ حتى لا ترى لسواه لذة، ففي الصحيح:"أن النبي ﵇ مشى في بعض أسفاره فعَلَا جَبَلًا فقال: هذا جُمْدَان، سِيرُوا، سَبَقَ المُفَرِّدُون، وهم الذين أُهْتِرُوا (٢) بذِكْرِ الله، يَضَعُ الذِّكْرُ عنهم أوزارهم"(٣).
الثالثة: أن يستقرَّ اليقين في قلبه بحيث لا يتطرَّق إليه وسواس؛ وهذا للأنبياء، فإن تطرَّق دَفَعَهُ بالتوحيد؛ وهذا للأولياء، فإن تطرَّق دَفَعَهُ بالمجاهدة؛ وهذا للمؤمنين.
قالت الصحابة:"يا رسول الله، إنَّا نَجِدُ في أنفسنا ما أن نَخِرَّ من السماء فتَخَطَّفُنَا الطَّيْرُ أَخَفُ علينا (٤) من ذلك، قال: أَوَ قَدْ وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذلك صريح الإيمان"(٥).
(١) في (د) و (ص): ثماني. (٢) في (د): اهتزوا. (٣) أخرجه الترمذي في جامعه عن أبي هريرة ﵁: أبواب الدعوات عن رسول الله ﷺ، بابٌ، رقم: (٣٥٩٦ - بشار)، وأصله في الصحيح، أخرجه مسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب الحث على ذكر الله تعالى، رقم: (٢٦٧٦ - عبد الباقي). (٤) في (د): إلينا. (٥) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ﵁: كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقول من وجدها، رقم: (١٣٢ - عبد الباقي).