وهو وَصْفٌ كريم، وحَظٌّ لمن وُهِبَ له عظيم، وقد كَثُرَ ذِكْرُه في الشريعة قرآنًا وسنة، وجُعِلَ أَجْرُه موازيًا لأجر جميع العمل، فإن الله قال: ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر: ٤٠].
وقال في الصبر: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: ١٠]).
يريد: غير معدود، وإنما هو جُزَافٌ، وبه يتمُّ للعبد بلوغُ الأمل في الدنيا، وهلاك العدو.
وأخبر أن الله مع الصَّابرين، وماذا يرغبُ من كان الله معه في شيء بعده؟!
وأحاديثُ الصبر قليلة، أَمَا إنَّ الناس قد أكثروا منها؛ في الصحيح - واللفظ للموطأ -: "من يستعفف يُعِفه الله، ومن يستغن يُغنه الله، ومن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّره الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً (٢) هو خَيْرٌ وأَوْسَعُ من الصبر"(٣).
(١) سقط من (د) و (ك) و (ص). (٢) سقطت من (ك). (٣) أخرجه الإمام مالك في الموطأ عن أبي سعيد الخدري ﵁: كتاب الجامع، ما جاء في التعفف في المسألة، (٢/ ٣٥٧)، رقم: (٢٨٠٤ - المجلس العلمي الأعلى).