فإن أَصْلَ "وَقَعَ" في لسان العرب: كان ووَجَدَ (١).
وجاءت به الشريعة في تأكيد ذلك بثبوت ما وجد، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾ [النمل: ٨٢].
والمُراد بالقول هاهنا: إخبارُ الباري عن الساعة وأنها قريبة.
ومنهم من يُنكرها، ومنهم من يستبعدها، فإذا كانتْ فَعَلَامَاتُها تقدَّمت، ومن أعظم علاماتها (٢) الدابَّةُ.
ومن الحديث الحَسَنِ: عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "تخرج الدابَّةُ معها خاتَمُ سليمان، وعصا موسى، فتَجْلُو وُجُوهَ (٣) المؤمنين، وتَخْتِمُ أَنْفَ الكُفَّار (٤) بالخاتم، حتى إن أهل الجوار (٥) يجتمعون فيقول (٦): هاهنا
(١) أفاد من هذا الفصل أبو عبد الله القرطبي في تذكرته: (٢/ ٥٦٠ - ٥٦٢). (٢) في (س): علامتها. (٣) في (د) و (ز): وجه المؤمن. (٤) في (د) و (ز): الكافر. (٥) في المطبوع من الترمذي (٥/ ٢٥٠ - بشار): الخِوان. (٦) في (د): فيقولون.