وقلتُ له: فهذا المعتكفُ نهارَه طالبًا لساعة الجمعة؛ إِنْ خرج لوضوء فكانت تلك السَّاعة فيها؟
قال لي أبو بكر المذكور: تحصل له بَرَكَتُها؛ لأنه خَرَجَ في ضَرُورَةٍ لا بُدَّ له منها.
[تَشْدِيدُ الوعيد على من تَرَكَ الصَّلاة]:
وقد تَشَدَّدَ الوعيدُ على من تركها، ألا ترى إلى قوله تعالى مُخْبِراً عن سؤال المجرمين: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: ٤١ - ٤٢].
وفي الصحيح أن النبي ﷺ رأى رَجُلًا يُرْضَخُ رأسُه بحَجَرٍ، ثم يعودُ صَحِيحًا، ثم يُرْضَخُ هكذا أبدًا، فقال:"يا جبريل، ما هذا؟ قال: هذا (١) الذي ينام عن الصَّلاة المكتوبة"(٢).
فَإِذْ (٣) تُوُعِّدْتَ على فِعْلِها فالزمها، ففي ذلك نَزَلَتْ: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ [العلق: ٩ - ١٠]، إلى قوله: ﴿كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: ٢٠]، والوَيْلُ لمن تركها، أو كان ساهيًا عنها مع فِعْلِها، فأَتَى بها صُوَرًا لا معاني لها؛ إنَّه ليُخَافُ عليه أن يكون كما قال الله تعالى مُخْبِرًا عن قَوْمٍ: ﴿عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾ [الغاشية: ٣].
(١) في (د) و (ص): هو. (٢) أخرجه البخاري في صحيحه من حديث سمرة بن جندب ﵁: كتاب التعبير، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح، رقم: (٧٠٤٧ - طوق). (٣) في (س) و (ص) و (ف): فإنْ.