والخَلْقُ كلهم أتباع الرسل؛ فإن الرسل أوَّلُ من يؤمن، قال الله مخبرًا عن موسى: ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: ١٤٣]، وقال لمُحَمَّدٍ: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)﴾ (٤)[الأنعام: ١٦٢، ١٦٣]، وفي الحديث الصحيح:"وأنا أول المسلمين"(٥)، وهو أوَّلهم إذا كان الخطاب لنا، وهو منهم إذا خُوطِبَ الناس من إبراهيم إلينا، وآدم أوَّل المؤمنين حقيقة، وإبراهيم أوَّل المسلمين اسمًا، قال الله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ [الحج: ٧٨].
وقالت طائفة:"إن الضمير في قوله: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ﴾ عائد إلى الله"(٦).
فيكون على هذا آدمُ أوَّل المسلمين، وأوَّل المؤمنين من الآدميِّين.
(١) لطائف الإشارات: (٢/ ٥٨). (٢) في اللطائف (٢/ ٥٨): حذَّروا. (٣) من الخفيف، وهو في لطائف القشيري: (٢/ ٥٨)، وتفسير ابن عجيبة: (٥/ ٦٢)، دون نسبة. (٤) في (ك) و (ص) و (ب): قل: وبذلك أمرت، وأنا أول المؤمنين. (٥) سبق تخريجه. (٦) معاني القرآن للزجَّاج: (٣/ ٤٤٠)، وتفسير الطبري: (١٦/ ٦٤٥ - التركي).