وكان الناسُ بإبرازهم إلى الدنيا ورؤيتهم لأنفسهم فيها مَالِكِينَ مُتَصَرِّفِينَ باختيارهم، يظنُّون أنهم قد خرجوا عن حُكْمِ الله تعالى، حتى اعتقدت ذلك طائفة من الملحدة، وجاورتهم (٢) عليه القدرية.
فإذا كان الموت كان ابتداءُ الرجوع إلى الله والصيرورة بحكْمِه المجرَّد من غير كَسْبِ العبد (٣)، وكانت انتهاؤُه الحصولَ على الجنة أو النار، وبينهما أحوالٌ؛ الخَلْقُ فيها صائرون إلى أمر الله، وآخرُ ذلك دار القرار، وهي الجنة أو النار، وبهذه الحقائق والشدائد كان يَوْمًا عَسِيرًا (٤).
* * *
(١) في (د) و (س): والأربعين. (٢) في (ز): جاوزتهم. (٣) في (ص): للعبد. (٤) في (س): عبوسًا.