وفي الحالة الثانية: وهي احتماله إلى مدفنه، وفي ذلك آثار وأخبار، من صحيحها ما رُوي:"أن الجنازة إذا وُضِعت - وأَصَحُّه (١): على السرير -، واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قَدِّمُوني قدموني، وإن كانت غير ذلك قالت: يا ويلها، إلى ابن تذهبون بها (٢)؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعه (٣) لصَعِقَ"(٤).
وسُنَّتُها الإسراعُ؛ في الصحيح - واللفظ للبخاري -: "أسرعوا بالجنائز، فإن تَكُ صالحةً فخَيْرٌ تُقَدِّمُونَها إليه، وإن يكُ سوى ذلك فشَرٌّ تضعونه عن رقابكم"(٥).
وفي خروج الروح والصعود بها وحملها أحاديثُ لا ينبغي لأحد منكم أن يلتفت إليها، فاشتغلوا بما صحَّ؛ فإن حُكْمَ الله عظيم، وما صحَّ عندنا
(١) في (ز): واضحة، وهو تصحيف. (٢) في (د): بي، وأشار إليها في (س). (٣) في (س): سمعها. (٤) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري ﵁: كتاب الجنائز، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء، رقم: (١٣١٤ - طوق). (٥) أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ﵁: كتاب الجنائز، باب السرعة بالجنازة، رقم: (١٣١٥ - طوق).