الذي سَأَلتِ الفِتْيَةُ (١) الكَهْفِيَّةُ والفِئَةُ (٢) الصَّالِحِيَّةُ بقولها: ﴿رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾ [الكهف: ١٠]، وكذلك قال الحبيبُ الأوَّل والخليلُ الأكمل: ﴿إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الصافات: ٩٩]، على ما بيَّنَّاه من قَبْلُ.
فأمَّا خَاتِمُ الرُّسُلِ وناسخُ المِلَلِ والسَّابِقُ للأَوَاخِرِ والأُوَّلِ؛ فإن الله ابتدأهُ بالنعمة، وأَلْحَفَهُ (٣) بالحُرْمَةِ، فقال: ﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ [الضحى: ٧]، وقد ذَكَرَ النَّاسُ فيها أقوالًا كثيرة، بيَّنَّاها في "أنوار الفجر"، الأَصْلُ منها خمسة عشر قَوْلًا: